Tuesday 13 November 2012


( أهمية العمل الجماعي ) 


إن العمل الجماعي هدف إسلامي يعتمد على مبدأ الإيمان في نفوس المسلمين . .
و إن التزام الفرد بالعمل المشترك بدافع من شعور وجداني عميق ينبع من أصل العقيدة ، تضمن وجوده ووجود الأفراد والمجتمع ككل ، في حياة إنسانية متضامنة حرة كريمة

على أن هذا الشعور الوجداني العميق النابع من أصل العقيدة ، لم يتركه القرآن الكريم و السنة المطهرة انفعالا مبهما ، بل خصصه وأوضحه في ألوان من المعاني الإسلامية الكريمة :

لأن ( الأخوة ) في قوله تعالى : { إنما المؤمنون إخوة }. . ليس المراد بالأخوة مجرد انتماء إلى أصل واحد برابطة دموية ، بل المقصود هو الرابطة الإيماني التي تورث الشعور العميق بالاعتبار الإسلامي لأختكِ بالله من حيث أنها تشارككِ الحياة فكرة وهدفا . . وهذه صورة من الوعي للقيام بأي عمل إسلامي بحيث تدرك بأنها أخوة تعدل الحياة فلا يقوى على فصم عراها عصبية مجموعات أو شقاق أو تنازع. .
وهكذا ينبغي أن تتحقق : { إنما المؤمنون إخوة } لتكون مصدر التزامات بالتضامن والتعاون فتلجأ الأخت في كل تصرف أو تفكير إلى مقتضيات هذه الأخوة في وعي نفسي ويقظة عقلية وبذلك تصدر المسلمة بتضامنها بدافع من هذه الحقيقة النفسية التي هي في ذاتها رابطة روحية إيمانية أو قيمة إنسانية . .

و معنى (المحبة في الله ) ــ في قوله صلى الله عليه وسلم : { لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه } وقوله عليه الصلاة والسلام : { مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضوا منه تداعى له سائر الأعضاء بالسهر و الحمى }

( التعاون والتساند ) لقوله تعالى : { تعاونوا على البر والتقوى ، ولا تعاونوا على الإثم والعدوان } وميدان التعاون الذي تشير إليه الآية الكريمة ــ كما ترون ــ واسع جدا لأنه يشمل كل أنواع البر ، والعمل الجاد الصالح وذلك في كل مكان وزمان .
التعاون والتساند والوحدة في الإسلام يجب أن ينبع من ذوات الأفراد ، شعورا نفسيا أولا ، أو ترابطا عميقا مدركا ، قبل أن يترجم إلى آثار إيجابية ظاهرة ، لذا عني الإسلام عناية كبرى بتنشئة الأفراد على الوحدة في جميع مراحل حياتهم وفي جميع أعمالهم وضمن توجيهاته الدينية .


http://muntada.islamtoday.net/t10347.html

مشاركة: انوار العرفج

No comments:

Post a Comment