Tuesday 13 November 2012


نظام التعليم بين الواقع والطموح
مقال للاستاذه يسرى ناصر

نظام التعليم القائم حالياً في مدارسنا والمعتمد على الطريقة القديمة التي عفا عليها الزمن، وهي قيام المعلم بالشرح على السبورة واعتماده الكتب المنهجية كأساس للتعليم بينما يجلس التلاميذ والطلاب يستمعون على مضض يغالب معظمهم النعاس ويعدون الدقائق التي سينهي بها هذا المعلم درسه ويخرج، لينتعشوا عندئذٍ ويملؤون الصف صخباً وفوضى.
هذه الصورة التقليدية أما آن لها أن تطوى من حياة أبنائنا وبناتنا، فللتعليم طرق أخرى متبعة في دول العالم المتقدمة تجعل من عملية التعلم متعة ومشاركة وفائدة حقيقية بدلاً من أن تكون عملية مملة يجبر عليها الطلاب وهم في غاية الضيق والتبرم، فمناهجنا الدراسية، التي تحتوي على آلاف المعلومات، والمطلوب من المعلم أن يحشو بها أدمغة الطلاب، ومعظمهم يعتمد في ذلك طريقة الحفظ دون الفهم الحقيقي. إن العملية التعليمية بحاجة إلى تغيير جذري لتوازي التطورات التكنولوجية المتلاحقة في حياتنا، والتي أصبح الطلاب وحتى التلاميذ في المرحلة الابتدائية جزءاً منها.
فمشاركة الطالب وتحوله إلى عنصر فاعل لا مستمع فقط أثناء الدرس جزء مهم من عملية التغيير الجذري المطلوبة، وتبني المعلم لدور المشرف والموجه لدور الطلاب الفاعل في الدرس بدلاً من قيامه بالعبء كاملاً (ودون نتيجة فعالة).
ومن ذلك على سبيل المثال أن يخصص في الحصة الدراسية نصف الوقت لشرح الأستاذ، بينما النصف الآخر لمشاركة الطلاب وتقديم مساهماتهم في الموضوع قيد الدراسة وتكون المساهمة (حسب المرحلة العمرية) على شكل مسرحية (مثلاً) يمثل فيها التلاميذ الأصغر سناً الشخصيات التي يدرسونها (في التاريخ مثلاً)، أو يشرح الأطفال (بناء على بحثهم في الإنترنت) في درس الجغرافيا مثلاً صفات الشعوب موضوع الدراسة ومكان البلد المعين على الخريطة وتضاريسه ومناخه.
أو عقد حلقات نقاش يتحدث بها الطلاب (بناء على بحثهم في الموضوع)، أو يدار حوار في اللغة العربية الفصحى في درس اللغة العربية (الطلاب يتعلمون النحو ولكنهم في الواقع لا يجيدون الحديث بفصحى سليمة تراعي النحو)، وكذلك الأمر بالنسبة للغة الانجليزية واللغات الأخرى التي يدرسها الطلاب ولا يتكلمون بها. ومن الاقتراحات التي أعتقد بأنها مفيدة في ما يخص دروس المواد العلمية (العلوم - الجيولوجيا - الأحياء - الفيزياء - الكيمياء) عرض المادة العلمية عن طريق أفلام وثائقية مخصصة ثم عقد جلسة مناقشة مفصلة يقوم الأستاذ بإدارتها وتوجيه ملاحظاته للطلاب، بالإضافة للتجارب العلمية التي لا غنى عنها، وكذلك تشجيع الطلاب على صنع منتجات مفيدة وبسيطة يستطيعون من خلال البحث في الإنترنت التعرف على طرق تجميعها وتركيبها، ومن المفيد كذلك أن توفر المدارس مجموعة من القطع القابلة للتجميع والتركيب، التي تصلح لأن تتحول إلى أجهزة بسيطة (مثل الراديو والهواتف والكاميرات البسيطة وغير ذلك).
ومن الاقتراحات المفيدة، التي تخدم عملية التحول الجذري في التعليم اعتماد الحقيبة الالكترونية (أي حمل جهاز لابتوب صغير يحمّل الطالب عليه كل واجباته وملاحظاته، أو حتى ذاكرة فلاش) بدلاً من الحقيبة التقليدية التي أصبحت من تركات الماضي غير المأسوف عليه. هذه المقترحات مجرد جزء صغير من المطلوب لإحداث التغيير الشامل في العملية التعليمية، ويبقى الموضوع أكبر وأهم من أن يعالج في مساحة صغيرة كهذه وهو بحاجة لجهود المتخصصين في مجال التعليم من أصحاب الأفكار الإبداعية الثورية.

http://www.al-sharq.com/ArticleDetails.aspx?AID=197807&CatID=81&Title=نظام%20التعليم%20بين%20الواقع%20والطموح&type=articles

مشاركة: ابرار عويضه

No comments:

Post a Comment