Tuesday 18 December 2012

خواطر إنسانيــة في عقول رقميـــة - مجلة التعليم الالكتروني

خواطر إنسانيــة في عقول رقميـــة - منى العصيمي
بقلم   أ.م. د/ نادر سعيد شـــيمي 
الوظيفة   مدير المركز القومي للتعلم الإلكتروني ورئيس قسم تكنولوجيا التعليم بكلية التربية النوعية جامعة الفيوم 
    مع انطلاقة ثورة 25 يناير المجيدة، ومع ظهور شباب مصر في قلب الأحداث، وأصبحوا ومازالوا موضع فخر واحترام من جميع شعوب العالم، تمنيت أن أجتمع بشباب وكوادر التعلم الإلكتروني في الجامعات المصرية بغرض إعادة صياغة أهدافنا الاستراتيجية خلال تلك المرحلة، وذلك اتساقا مع الحالة الوجدانية الإيجابية التي اجتاحت قلوب وعقول كل المصريين الشرفاء، ومحاولة الجميع إعادة ترتيب أوراقـهم بما يخدم هذا الوطن الغالي بعد ما أكرمنا الله سبحانه وتعالى في استرداده مرة أخرى بعد أن تم اغتصابه لعشرات السنين كنا فيها مثل الغرباء في بلاد أهانت شبابها، ولكن للأسف الشديد كانت الأحداث تتوالى بسرعة فائقة، مما جعل من الصعوبة ترتيب هذا اللقاء وقتها، وبعد مرور شهور قليلة تم توجيه دعوة للمركز القومي للتعلم الإلكتروني لزيارة دولة السودان الشقيقة لحضور مؤتمر عالمي في تطبيقات التعلم الإلكتروني بالدول النامية، وسافرت لهناك لعرض التجربة المصرية على ضيوف المؤتمر خاصة وأن منهم خبراء من دول عريقة في مجال التعلم الإلكتروني مثل بريطانيا، وأستراليا، والولايات المتحدة الأمريكية حضروا خصيصاً لتقديم الدعم والنصيحة للمشاركين من الدول النامية، وبالفعل عرضت التجربة المصرية ونالت استحسان الجميع، والكل أجمع على ريادة التجربة المصرية التي يمكن أن تنافس أعتى دول العالم في مجال التعلم الإلكتروني، وسعدت بذلك للغاية، ولكن ما أستوقفني حقاً وجعلني أصمت للحظات قصيرة عندما سارع أحد الخبراء من الولايات المتحدة الأمريكية بإلقاء السؤال التالي:
 "Through your presentation; I see your country has a great power, which is the e-Learning human recourses in all universities. So, how did you make use of that power to change the e-Learning map in Egypt?"
 بمنتهى الأمانة، وبعد تلك اللحظات القصيرة التي أعقبت تلك المداخلة، لم أتمكن من الرد سوى بجملة واحدة تُفيد بأن فريق العمل بكل جامعة من جامعات مصر البالغ عددها 22 جامعة حكومية يمثل قيمة مُضافة بالفعل، ولكن لم يحدث أن تجمعت كافة فرق العمل والتي يتجاوز عدد أعضائها مجتمعين أكثر من 300 متخصص لأداء مهام موحدة.
 وازدادت حيرتي عندما سافرت لزيارة كبرى الجامعات البريطانية بعد أسابيع قليلة وتحديداً جامعة Edinburgh وفوجئت بمقولة مشابهة قالها لي أحد الخبراء هناك وهى أن المركز القومي للتعلم الإلكتروني وجميع مراكز التعلم الإلكتروني بالجامعات تملك محتوى إلكتروني عال الجودة، وذلك بفضل جهود فرق العمل بها، والمتوقع أن تقود مصر بشبابها منطقة الشرق الأوسط في مجال التعلم الإلكتروني.
     لقد شهدت الفترة الماضية تسابق الجميع نحو نشر ثقافة التعلم الإلكتروني بمؤسساتهم، ونشر أكبر كم ممكن من المقررات والمحتوى الإلكتروني، والسعي نحو الوصول لأعلى مستويات الجودة، ولكن ... أين الحديث عن الكوادر التي تقف وراء تلك الإنجازات، ما هي الظروف والأحوال الوظيفية لهؤلاء الشباب، هل هناك سعي جاد وراء تحقيق أحلامهم والوصول بهم لأقصى درجات طموحهم، أعتقد أن أحق من يتناول تلك الموضوعات على أفضل وجه هم الشباب أنفسهم، مصر الأن تتجه وبقوة نحو كونها دولة مؤسسات وليس دولة أفراد، فعهد الفردية والارتجالية والسعي نحو المصالح الشخصية انتهى بلا رجعة، لذلك لزاماً على الجميع السعي وبكل قوة نحو تشكيل رابطة قوية تجمع بين كافة العاملين في جميع تخصصات مجال التعلم الإلكتروني في مصر، سواء بالمؤسسات الحكومية أو الخاصة أو التجارية أو حتى المؤسسات الأجنبية العاملة في مصر، إن العاملين في هذا المجال يزداد عددهم يوماً بعد يوم بشكل واضح للغاية، وهم من وجهة نظري المتواضعة يمثلون الآن شريحة متخصصة ليست قليلة العدد، ومستويات ازدياد عدد ممثليها ترتفع بمرور الوقت.
إن مثل هذه الرابطة والتي تمثل أحد أشكال منظمات المجتمع المهنية كالجمعيات والنقابات والروابط المهنية هي الحل السحري والعملي لتنظيم الصفوف وتوفيق الأوضاع، وتوحيد الرؤى والتوجهات، وصياغة مستقبل أفضل للجميع، والتخطيط الجيد له والدفاع المنظم عنه.
يُسعدني أن أطلق تلك المبادرة لعلها تجد من يتبناها من شباب التعلم الإلكتروني في مصر، بل من شباب التعلم الإلكتروني في جميع البلدان العربية، وتصبح حقيقة وواقع ملموس، أتمنى أن أرى اليوم الذي أجد فيه كيان ضخم يضم كافة أطياف  شباب وكوادر التعلم الإلكتروني في مصر والوطن العربي، ونفتخر كلنا بهذا الكيان وندعمه ونسعى للوصول به لأفضل مستوى تنظيمي، كل هذا شريطة أن تكون إدارته وأعضائه بالكامل من الشباب، حتى يجسد هذا الكيان روح شباب مصر العظيم، روح شباب 25 يناير المحفور في وجدان كل مصري شريف غيور على وطنـه. أتمنى أن يرى هذا الكيان النور قريباً والوعد كل الوعد بالوقوف وراءه بكل قوة حتى يصبح بحق "رابطة تجمع شباب التعلم الإلكتروني في مصـر والوطن العربي "...و للحديث بقيـة، مع خالص أمنياتي القلبية بالرضا والسعادة وراحة البال للجميع.

No comments:

Post a Comment